أسالت مسألة مركز معالجة النفايات الخاصة بجرادو الكثير من الحبر منذ 28 فيفري الفارط حيث عمد أهالي الجهة الى الاعتصام امام مقر المركز ومنعوا اطارات الشركة المستغلة واطارات الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات من دخول المركز معتبرين وجوده مهددا لصحتهم ولبيئتهم.
وقد عيّنت محكمة زغوان عددا من الخبراء لاستجلاء الاخلالات والتهديدات التي يمكن ان يمثلها هذا المركز على محيطه.
وقد تسلمت مؤخرا وزارة الفلاحة والبيئة نسخة من تقرير اختبار المحكمة وللوقوف على اهم ما جاء في هذا التقرير تحدثت «الصحافة» الى السيد عادل قطاط مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات حيث ابرز ان اهم ما جاء في التقرير هو ضرورة احكام معالجة بعض النفايات الخطرة والمتسببة في افراز «الحامض السلفوني» والتي وردت على المركز في معلبات نفاذة موضحا ان الشركة المستغلة للمركز قامت بمعالجة كمية من هذه النفايات اما الكمية المتبقية فقد تم دفنها وقتيا في احواض خاصة لمعالجتها في وقت لاحق.
كما ورد من ميناء رادس بعض النفايات التي كانت مخزنة في الميناء في شكل محجوزات من الديوانة من مبيدات للحشرات ومواد تجميل.
وتطرق التقرير الى وجود بعض التصدعات والشقوق في حوض مياه السرب وهي المياه المتأتية عن معالجة هذه النفايات مؤكدا ان هذه التصدعات موجودة على مستوى الطبقة العازلة الاولى في حين ان هذا الحوض يتكون من اربع طبقات.
وهي تصدعات ممكنة بفعل الحرارة والبرودة وتتعهد الشركة المستغلة للمركز بصيانة هذا الحوض بصفة مستترة حسب ما جاء في كراس الشروط المنظم لاستغلال مركز جرادو.
لا وجود لتهديدات
على الصحة
وقد شدد السيد قطاط على ان التقرير نفى اي تهديد للمركز على صحة المواطنين او المائدة المائية والتربة موضحا ان تشييد المركز بمنطقة جرادو سبقته فترة دراسات جيوليوجية للمنطقة ولمناطق اخرى دامت حوالي 10 سنوات تم على اثرها اختيار جرادو لما تتمتع به من طبقات جيولوجية عازلة.
كما اشار الى امكانية تجاوز هذه النقائص ومعالجتها فور تمكن اعوان واطارات المركز من دخوله خاصة مع وجود بعض النفايات المخزنة بالمركز والتي لم تتم معالجتها منذ 28 فيفري الفارط مبينا انه لا يمكن التنبؤ بما يمكن ان ينجر عن تفاعل هذه النفايات وذلك حرصا من الوكالة على صحة المواطنين بجهة جرادو.
ومن ناحية اخرى ابرز مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ان الوكالة مستعدة لتنظيم برنامج اتفاق مع المعتصمين وتكوين لجنة من الخبراء والاطارات ومتساكني الجهة لمتابعة الاصلاحات واعادة الهيكلة مؤكدا على مشروعية مطالبهم وتخوفاتهم وعلى استعداد الوكالة لتقديم كل الضمانات والاحتياطات التي من شأنها ان تطمئن المتساكنين.
ومن جهة ثانية اكد السيد عادل قطاط ان مركز جرادو وهو المركز الاول عربيا وافريقيا وقد بلغت كلفته 25 مليون دينار ٪60 تمويل الماني اقتناعا منهم بجدوى هذا المشروع.
علما وان المركز يتعامل مع حوالي 100 مصنع وهم يقومون حاليا بتخزين وقتي داخل المؤسسات والتي اصبحت تواجه بعض الصعوبات في التخزين.
كما كان لقاؤنا بالسيد قطاط فرصة لمزيد الاستفسار عما يحدث داخل المصبات المراقبة التي عرفت مؤخرا اعتصامات واضرابات لاعوانها وقد اوضح ان الوكالة لا تتعامل مباشرة مع المصبات بل يعهد بها الى شركات استغلال تتعاقد مع الوكالة للقيام بأشغال قبول ونقل وردم النفايات وتتكفل هذه الشركات بتوفير المحروقات والاعوان والعملة وتقوم الوكالة بخلاص هذه الشركات حسب كميات النفايات الواردة على المصب وبالتالي لا يمكن اعتبارها تحت غطاء المناولة كما ان موضوع ادماج الاعوان ضمن موظفي الوكالة غير موضوعي وغير ممكن.